الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (69)

{ وَأَشْرَقَتِ } وأضاءت { الأَرْضُ } .

وقرأ عبيد بن عمير : ( وأشرقت ) على لفظ ما لم يُسم فاعله كأنها جعلت مضيئة .

{ بِنُورِ رَبِّهَا } قال أكثر المفسرين : بضوء ربّها ، وذلك حين يبرز الرحمن لفصل القضاء بين خلقه فما يتضارون في نوره إلاّ كما يتضارون في الشمس في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه .

وقال الضحاك : بحكم ربّها .

وقال السدي : بعدل ربّها . ويقال : إن الله تعالى خلق في القيامة نوراً يلبسه وجه الأرض فتشرق الأرض به ، ويقال : ان الله يتجلى للملائكة فتشرق الأرض بنوره ، وأراد بالأرض عرصات القيامة .

{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّيْنَ وَالشُّهَدَآءِ } .

قال ابن عبّاس : يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة .

وقال السدي : الذين استشهدوا في طاعة الله .

وقيل : هم الحفظة ، يدل عليه قوله تعالى :

{ وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } [ ق : 21 ] .

{ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }