قوله : { وَأَشْرَقَتِ الأرض } العامة على بنائه للفاعل ، وابن عباس وأبو الجَوْزاء{[47759]} وعُبَيدُ بنُ عُمَير{[47760]} ، على بنائه للمفعول{[47761]} . وهو منقول بالهمزة من شَرقَتْ إذا طلعت ، وليس من أشْرقَتْ بمعنى أضاءت لأن ذلك لازمٌ{[47762]} ، وجعله ابن عطيّة مثل رَجَعَ ورجَعْتُهُ ، وَوَقَفَ وَوَقَفْتُهُ فيكون أشرق لازماً ومتعدياً{[47763]} .
هذه الأرض عَرْصة القيامة وليست بأرضنا الآن لقوله تعالى : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات } [ إبراهيم : 48 ] وقوله : { بِنُورِ رَبِّهَا } أي خالقها يتجلى الرب لفصل القضاء بين خلقه ، وقال الحسن والسدي : بنور ربها أي بعدل ربها قال عليه ( الصلاة و ) السلام : «إنَّكُمْ سَتَروْنَ رَبَّكُمْ » وقال : «كما لا تُضَارُّونَ فِي الشَّمْس في اليَوْم الصَّحْو » ، وقوله : { وَوُضِعَ الكتاب } أي كتاب الأعمال لقوله : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } [ الإسراء : 13 ] وقوله : { مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا }{[47764]} [ الكهف : 49 ] وقيل : المراد بالكتاب اللوح المحفوظ .
وقوله : { وَجِيءَ بالنبيين والشهدآء } قال ابن عباس : يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة ، وهم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقال عطاء ومقاتل : يعني الحَفَظَة لقوله تعالى : { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } [ ق : 21 ] وقيل : أراد بالشهداء{[47765]} : المستشهدون في سبيل الله .
ثم قال : { وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحق } أي بالعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي يُزادون في سيئاتهم ولا يُنْقَصُ من حسناتهم «ووفِّيت كُلّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ » أن ثُوَابَ مَا عَمِلْتْ : واعلم أنه تعالى لما بين أنه يوصل إلى كل أحد حقه عبر عن هذا المعنى بأربع عبارات :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.