{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } ( لابد له من مستدرك أن لكن لا يبتدأ به ، وفي ذلك المستدرك وجهان : أحدهما- أن هذه الآيات بأسرارها جواب عن قول اليهود : لو كان نبيا لنزل عليه الكتاب جملة ، وهذا الكلام يتضمن أن هذا القرآن ليس كتابا نازلا عليه من السماء ، فلا جرم قيل { لكن الله يشهد } بأنه نازل عليه من السماء ؛ الثاني- أنه تعالى لما قال : { إنا أوحينا إليك } قال القوم : نحن لا نشهد لك بذلك ، فنزل ؛ { لكن الله يشهد } ومعنى شهادة الله : إنزال القرآن بحيث عجز عن معاضته الأولون والآخرون ، أي : يشهد لك بالنبوة بواسطة هذا القرآن الذي أنزله إليك ، ثم فسر ذلك وأوضح بقوله : { أنزله بعلمه } أي : متلبسا بعلمه الخاص الذي لا يعلم غيره ، أو : بسبب علمه الكامل ، . . . ، أو : أنزله وهو عالم بأنك أهل لإنزاله إليك وأنك مبلغه ، أو : أنزله بما علم من مصالح العباد فيه ، أو : أنزله وهو عالم به ، رقيب عليه ، حافظ له من شياطين الجن والإنس ، { والملائكة يشهدون } . . فشهادته تستتبع شهادتهم ، ومَن صدقه رب العالمين ، وملائكة السموات والأرضين ، لم يلتفت إلى تكذيب أخس الناس إياه { وكفى بالله شهيدا } وإن لم يشهد غيره ) ( {[1623]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.