البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا} (7)

استطار الشيء : انتشر ، وتقول العرب : استطار الصدع في القارورة وشبهها واستطال ، ومنه قول الشاعر :

فبانت وقد أسأرت في الفؤا *** د صدعاً على نأيها مستطيرا

وقال الفراء : مستطير : مستطيل .

{ يوفون بالنذر } في الدنيا ، وكانوا يخافون .

وقال الزمخشري : { يوفون } جواب من عسى يقول ما لهم يرزقون ذلك . انتهى .

فاستعمل عسى صلة لمن وهو لا يجوز ، وأتى بعد عسى بالمضارع غير مقرون بأن ، وهو قليل أو في شعر .

والظاهر أن المراد بالنذر ما هو المعهود في الشريعة أنه نذر .

قال الأصم وتبعه الزمخشري : هذا مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات ، لأن من وفى بما أوجبه هو على نفسه كان لما أوجبه الله تعالى عليه أوفى .

وقيل : النذر هنا عام لما أوجبه الله تعالى ، وما أوجبه العبد فيدخل فيه الإيمان وجمع الطاعات .