الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ} (92)

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } أي نجعلك على نجوة من الأرض وهي النجو : المكان المرتفع ، قال أوس بن حجر :

فمن بعقوته كمن بنجوته *** والمستكنّ كمن يمشي بقرواح

{ بِبَدَنِكَ } بجسدك لا روح فيك . وقال مجاهد والكسائي : البدن هاهنا الدرع وكان دارعاً . قال الأعشى :

وبيضاء كالنهى موضونة *** لها قونس فوق جيب البدى

وقرأ عبد الله : فاليوم ننجيك ببدنك ، أي نلقيك على ناحية البحر . وقيل : شعرك .

{ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } عبرة وعظة . وقرأ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : لمن خلقك ( بالقاف ) ، أي تكون آية لخالقك .

{ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ } قال مقاتل : يعني أهل مكة ، قال الحسن : هي عامة .

{ عَنْ آيَاتِنَا } عن الإيمان بآياتنا { لَغَافِلُونَ } .