الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ} (92)

ثم قال تعالى : { فاليوم ننجيك ببدنك } {[31584]} : أي : نلقيك على نجوة من الأرض {[31585]} ، أي : على ربوة ، ليعتبر من رآك .

وقيل : نخرجك {[31586]} ببدنك الذي نعرفك به/ وذلك أنه كان له بدن مذهب ، وهو ذرع كانت {[31587]} له {[31588]} .

قال قتادة : لم يصدق طائفة من الناس أنه غرق ، فأخرجه الله عز وجل ، ليكون {[31589]} عظة {[31590]} ، وآية ، ينظر إليها من كذب بهلاكه {[31591]} .

وقوله : { لمن خلفك ( آية ) } {[31592]} : أي : لمن بعدك {[31593]} .

وقال مجاهد : { ببدنك } ، أي : بجسدك {[31594]} .

قال ابن عباس : لما أغرق الله عز وجل {[31595]} ، فرعون ، ومن معه ، قال : أصحاب موسى لموسى : إنا نخاف ألا يكون فرعون غرق ، ولا نؤمن بهلاكه . فدعا ربه فأخرجه ، فنبذه البحر حتى استيقنوا بهلاكه {[31596]} {[31597]} .

قوله : { وإن كثيرا من الناس عن آياتنا }[ 92 ] : أي : عن أدلتنا على أن العبادة لا تكون إلا لله {[31598]} { لغافلون } : أي : لساهون .


[31584]:ق: ببدنك لتكون.
[31585]:انظر هذا التوجيه في: مجاز القرآن 1/281، وغريب القرآن 199، وجامع البيان 15/194، ومعاني الزجاج 3/32، وإعراب النحاس 2/268، وذكر المبرد في: الكامل 4/128، ضمن ما ورد من مجاز قوله: (فليس معنى ننجيك: نخلصك، لكن نلقيك على نجوة من الأرض)، (ببدنك): بدرعك، يدل على ذلك: (لتكون لمن خلفك آية).
[31586]:ق: تحوبك.
[31587]:ق: كان.
[31588]:انظر هذا القول في: الجامع 8/242.
[31589]:ط: ليكون لهم.
[31590]:ق: عطة.
[31591]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/196.
[31592]:ساقط من ط.
[31593]:انظر هذا التفسير في: غريب القرآن 199.
[31594]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 383، وجامع البيان 15/197، ولم ينسبه في غريب القرآن 199.
[31595]:ساقطة من ق.
[31596]:ساقطة من ط.
[31597]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/196.
[31598]:انظر: المصدر السابق 15/198.