{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يعني أهل مكة الذين يسألون محمداً الإيمان { أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ } نقصدها { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } يفتحها لمحمّد صلى الله عليه وسلم أرضاً بعد أرض حوالي أرضهم فلا يخافون أن نفتح أرضهم كما فتحنا له غيرها ، وبنحو ذلك قال أهل التأويل . روى صالح بن عمرو عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال : ظهور المسلمين على المشركين .
وروى وكيع عن سلمة بن سبط عن الضحاك قال : ما تغلب عليه محمد صلى الله عليه وسلم من أرض العدو .
جبير عن الضحاك قال : أولم ير أهل مكة إنا نفتح لمحمد ما حوله من القرى .
وروى إسحاق بن إبراهيم السلمي عن مقاتل بن سليمان قال : الأرض مكة وننقصها من أطرافها غلبة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عليها وانتقاصهم وازدياد المسلمين . فكيف لا يعتبرون وقال قوم : معناه أو لم يروا إلى الأرض ننقصها أفلا تخافون إن جعل بهم بأرضهم مثل ذلك فيهلكهم ويخرب أرضهم .
ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : خراب الأرض وقبض أهلها .
يزيد الخوي عن عكرمة قال : يعني قبض الناس .
وقال : لو نقصت الأرض لصارت مثل هذه وعقد بيده سويتين .
عثمان بن السنّاج عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال : موت أهل الأرض .
طلحة بن أبي طلحة القناد عن الشعبي : قبض الأنفس والثمرات .
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : نقصان أهلها وتركها .
عثمان بن عطاء عن أبيه : قال ذهاب علمائها وفقهائها .
قال الثعلبي : أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه السرخسي قال : حدثنا أبو لبيد بن محمد بن إدريس البسطامي حدثنا سعد بن سعيد حدثنا أبي حدثنا أبو حفص عن محمد بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذوا العلم قبل أن يذهب " .
قلنا : وكيف يذهب العلم والقرآن بين أظهرنا قد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نقرأه ونقرئه أولادنا فأنصت ثم قال هل ظلت اليهود والنصارى الا والتوراة بين أظهرهم ذهاب العلم ذهاب العلماء .
وحدثنا الأُستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب لفظاً في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة في آخرين .
قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبو ضمرة وأنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
وحدثنا أبو القاسم أخبرنا محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا [ . . . . . . . . . ] السدي حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجنيد عن أبي الدرداء أنه قال : يا أهل حمص مالي أرى أنّ علماؤكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون ، فأراكم قد أقبلتم على ما يكفل لكم ، وضيعتم ما وكلتم به اعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء .
وأخبرنا أبو القاسم حدثنا عبد الله بن المأمون بهرات حدثنا أبي حدثنا خطام بن الكاد بن الجراح عن أبيه عن جويبر عن الضحاك قال : قال علي ( رضي الله عنه ) : إنما مثل الفقهاء كمثل الأكف إذا قطعت كفٌ لم تعد .
حدثنا أبو القاسم حدثنا أبي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الرازي الزعفراني حدثنا عمر بن مدرك البلخي ، أبو حفص حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هشام بن حيان عن الحسين قال : قال عبد الله بن مسعود : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
ومنه عن الرازي حدثنا عمرو بن تميم الطبري ، أخبرنا محمد بن الصلت ، حدثنا عباد بن العوام عن هلال عن حيان قال : قلت لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس ؟ قال : هلاك علمائهم ، ونظير هذه الآية في سورة الأنبياء عليهم السلام .
{ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } لا راد لحكمه ، والمعقب في كلام العرب الذي يكرّ على الشيء ويتبعه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.