وقوله تعالى : ( أولم يروا ) قد ذكرنا في ما تقدم أنه إنما هو حرف تعجيب وتنبيه ، فهو يخرج على وجهين : أحدهما : على الخبر ؛ أي قد رأوا أنا فعلنا ما ذكرنا[ في الأصل وم : ذكر ] .
والثاني : على الأمر ، أي روا أنا فعلنا ما ذكرنا[ في الأصل وم : ذكر ] ، وهو ما ذكر من قوله : ( أولم يسيروا في الأرض ) [ الروم : 9 ] أي قد ساروا في الأرض ، أي سيروا .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) قال بعضهم : هو ما جعل من أرض الكفرة للمسلمين بالفتح لهم والنصر على أولئك والإخراج من سلطان أولئك الكفرة وأيديهم وإدخالها في أيدي المسلمين . فذلك النقصان ، والله أعلم : لما وعد [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] لرسوله أن يريه بعض ما وعد لهم قال [ في الأصل وم : فقال ] الكفرة عند ذلك : أين ما وعد [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] أن يريك ، فقال عند ذلك : ( أولم يروا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) أي : ألم يروا أنه جعل بعض ما كان لهم من الأرضين للمسلمين . فإذا قدر على جعل البعض الذي كان لهم لهؤلاء [ فإنه ][ ساقطة من الأصل وم ] لقادر أن يجعل الكل لهم ، أفلا تعتبرون ؟ هذا ، والله أعلم ، ما أراد بما ذكر من النقصان . وقال قائلون : نقصان الأرض ، موت [ فقهائها وعلمائها وفناؤهم ][ في الأصل وم : فقهاؤها وفناها ، في م : فقهائها وعلمائها ] ووجه هذا هو[ في الأصل وم : وهو ] أن الفقهاء والعلماء هم عمار الأرض ، وأهلها[ في الأصل وم : وأهلهم ] ، وبهم صلاح الأرض ، فوصف الأرض بالنقصان بذهاب أهلها ، وهو ما وصف الأرض بالفساد ، هو قوله : ( لفسدت الأرض )[ البقرة : 251 ] وقوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر )[ الروم : 41 ] فالأرض لا تفسد بنفسها ، ولكن وصفت بالفساد لفساد أهلها .
فعلى ذلك لا تنقص هي بنفسها ، ولكن وصفت بالنقصان لذهاب أهلها وعمارها : فقهائها وعلمائها .
ثم يحتمل ذهاب العلماء المتقدمين الذين تقدموا رسول الله في الأمم السالفة ، وهم علماء أهل الكتاب . فنقول : ألا يعتبرون بأولئك الذين قبضوا ، وتفانوا ، من علمائهم ؟ فلا بد من رسول يعلمهم الآداب والعلوم ، ويجدد لهم ما درس من الرسوم ، وذهب من الآثار .
فكيف أنكروا رسالته ؟ وفي بعث الرسول حدوث العلماء ، وذلك وقت حدوث العلماء وزمانه .
فإن كان أراد العلماء المتأخرين وفقهاءهم [ يخرج ذلك المخرج ][ في الأصل وم : فيخرج ذلك مخرج ] التعزية له ؛ أي تصير الأرض بحال ، يوصف بالنقصان بذهاب العلماء /266-ب/ والفقهاء .
وقوله تعالى : ( وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) قيل : لا راد لحكمه ، وحكمه يحتمل العذاب الذي حكم على الكفرة . يقول : لا راد للعذاب الذي حكم عليهم ، وهو كقوله : ( قال رب احكم بالحق )[ الأنبياء : 112 ] أي احكم بالعذاب الذي حكمت عليهم .
ويحتمل قوله : ( لا معقب لحكمه ) أي لا يتعقب أحد حكمه ، ولا يعقب أحد سلطانه ، كما يكون في حكم الخلائق ، يتعقب بعض عن بعض ، وكما ذكر في الحفظة ( له معقبات من بين يديه )[ الرعد : 11 ] يتعقب بعض عن بعض في الحفظ وفي ما سلطوا ، والله أعلم ( وهو سريع الحساب ) هذا قد ذكرنا في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.