الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (41)

أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { ننقصها من أطرافها } قال : ذهاب العلماء .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ننقصها من أطرافها } قال : موت علمائها وفقهائها وذهاب خيار أهلها .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ننقصها من أطرافها } قال : موت العلماء .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } قال : كان عكرمة يقول : هو قبض الناس . وكان الحسن يقول : هو ظهور المسلمين على المشركين .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } قال : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } يعني بذلك ما فتح الله على محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك نقصانها .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } قال : يعني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، كان ينتقص له ما حوله من الأرضين فينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون . وقال الله في سورة الأنبياء عليهم السلام ( ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ) ( سورة الأنبياء ، آية 44 ) قال : بل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن عطية - رضي الله عنه - في الآية قال : نقصها الله من المشركين للمسلمين .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - في قوله { ننقصها من أطرافها } قال : نفتحها لك من أطرافها .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك - رضي الله عنه - { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } قال : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم أرضا بعد أرض ؟

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ننقصها من أطرافها } يقول : نقصان أهلها وبركتها .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : إنما تنقص الأنفس والثمرات ، وأما الأرض فلا تنقص .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الشعبي - رضي الله عنه - في الآية قال : لو كانت الأرض تنقص ، لضاق عليك حشك ، ولكن ، تنقص الأنفس والثمرات .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في الآية قال : هو الموت . لو كانت الأرض تنقص ، لم تجد مكانا تجلس فيه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } قال : أو لم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها ؟

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ننقصها من أطرافها } قال : خرابها .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن أبي مالك - رضي الله عنه - { ننقصها من أطرافها } قال : القرية التي تخرب ناحية منها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - { والله يحكم لا معقب لحكمه } ليس أحد يتعقب حكمه فيرده ، كما يتعقب أهل الدنيا بعضهم حكم بعض فيرده .