الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (36)

{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ } يعني ضل بهن كثير من الناس عن طريق الهدى حتى عبدوهن وهذا من المغلوب . نظيره قوله

{ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } [ آل عمران : 175 ] أي يخوفكم بأوليائه .

{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } على ديني وملتي { وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .

قال السدي : معناه ومن عصاني فتاب .

مقاتل بن حيان : ومن عصاني فيما دون الشرك .

روى عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم ( عليه السلام ) { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .

وقول عيسى ( عليه السلام ) { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } [ المائدة : 118 ] الآية ، فرفع يداه ثم قال : اللهم أُمتي اللهم أُمتي وبكى ، فقال الله : يا جبرئيل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسأله ما بك ، فأتى جبرئيل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، فقال الله : يا جبرئيل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أُمتك ولا يسوؤك " .