بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (36)

ثم قال : { رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس } يقول : بهن ضلّ كثير من الناس . فكأن الأصنام سبب لضلالتهم . فنسب الإضلال إليهن ، وإن لم يكن منهن عمل في الحقيقة . وقال بعضهم : كان الإضلال منهن ، لأن الشياطين كانت تدخل أجواف الأصنام ، وتتكلم ، فذلك الإضلال منهن .

ثم قال : { فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى } يعني : من آمن بي فهو معي على ديني . ويقال : فهو من أمتي { وَمَنْ عَصَانِى } يعني : لم يطعني ، ولم يوحدك { فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن تاب .