ثم قال تعالى ذكره {[37343]} : { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس }[ 36 ] : أي إن الأصنام أضللن كثيرا من الناس عن طريق الهدى والحق ، حتى عبدوهن فكفروا بك {[37344]} . وأضاف الفعل إلى الأصنام على ما تعرف العرب من مخاطبتها . يقول العرب : أفتنتني الدار ، والمعنى : استحسنتها {[37345]} .
فالمعنى : إنه افتتن ( كثير ) {[37346]} من الناس بهن ، أي : استحسنهن كثير {[37347]} من الناس ، أي : استحسن عبادتهن كثير منهم .
{ فمن تبعني فإنه مني }[ 36 ] ، أي : من تبع ما أنا عليه من الإيمان بالله ، ( عز وجل ) وإخلاص العبادة ( له فهو مني ) {[37348]} : أي : من أهل ديني {[37349]} .
{ ومن عصاني } فخالف أمري { فإنه غفور } لذنوب المذنبين . أي : ستار لها {[37350]} إذا تابوا منها بالإيمان . وهذا قريب من قول عيسى صلى الله عليه وسلم {[37351]} :
{ إن تعذبهم فإنهم عبادك } {[37352]} – الآية - {[37353]} : أي : إن تغفر لهم ذنوبهم بعد توبتهم وإيمانهم . ( وفي ) {[37354]} ذلك أقوال غير هذا ، قد ذكرتها في المائدة {[37355]} .
وغير جائز أن يتأول أحد أن المغفرة ترجى لمن مات على كفره ، لقوله : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } {[37356]} ، ولقوله :
{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا } – الآية – {[37357]} وهو كثير في القرآن {[37358]} ، فلا ييأس {[37359]} من مغفرة الله لعبد {[37360]} مع الإيمان ، ولا ترجى مغفرة لعبد من الكفر .
وقوله : رحيم {[37361]} : أي : رحيم بعبادك {[37362]} إذا آمنوا قبل موتهم {[37363]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.