الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ} (43)

{ مُهْطِعِينَ } قال قتادة : مسرعين . سعيد بن جبير عنه : منطلقين .

عابد بن الأوزاعي وسعيد بن جبير : الإهطاع سيلان كعدو الذئب .

مجاهد : مديمي النظر .

الضحاك : شدّة النظر من غير أن يطرف ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس ، الكلبي : ناظرين . مقاتل : مقبلين إلى النار .

ابن زيد : المهطع الذي لا يرفع رأسه ، وأصل الإهطاع في كلام العرب البدار والإسراع ، يقال : أهطع البعير في سيره واستهطع إذا أسرع .

قال الشاعر :

وبمهطع سرح كأنَّ زمامَهُ *** في رأسِ جذع من أراك مشذبِ

وقال آخر :

بمستهطع رسل كأن جديلَهُ *** بقدوم رعن من صوام ممنع

وقال آخر :

تعبدني نمرُ بن سعد ، وقد أرى *** ونمر بن سعد لي معيع ومهطعُ

{ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } رافعيها .

قال القتيبي : المقنع الذي يرفع رأسه ويقبل ببصره على ما بين يديه ، ومنه الإقناع في الصلاة .

قال الحسن : وجوه الناس يوم القيامة إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد وأصل الإقناع في كلام العرب رفع الرأس .

قال الشماخ

يباكرن العضاه بمقنعات *** نواجذهن كالجدا الوقيع

يعني برؤوس مرفوعات إليها ليتناولها .

قال الراجز :

أنغض نحوي رأسه وأقنعا *** كأنما أبصر شيئاً أطمعا

{ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } لا يرجع إليهم أبصارهم من شدة النظر فهي شاخصة { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } قال ابن عباس : خالية من كل خير .

مجاهد ومرة بن شرحبيل وابن زيد : منخرقة خربة ليس فيها خير ولا عقل ، كقولك في البيت الذي ليس فيه شيء : إنما هو هواء . هذه رواية العوفي عن ابن عباس .

سعيد بن جبير : تمور في أجوافهم ليس لها مكان يستقر فيه .

قتادة : انتزعت حتى صارت في حناجرهم لا تخرج من فواههم ولا تعود إلى أمكنتها .

الأخفش : جوفاء لا عقول لها .

والعرب تسمي كلّ أجوف نخباً وهواء ، ومنه أهواء وهو الخط الذي بين الأرض والسماء .

قال زهير يصف ناقه :

كان الرجل منها فوق صعل *** من الظلمان جؤجؤه هواء

وقال حبانألا أبلغ أبا سفيان عنّى *** فأنت مجوف نخب هواء