الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ} (34)

{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } يعني وآتاكم من كل شيء سألتموه شيئاً فحذف الشيء الثاني اكتفاءً بدلالة الكلام على التبعيض كقوله

{ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } [ النمل : 23 ] يعني وأُوتيت من كل شيء في زمانها شيئاً وقيل هو التكثير نحو قولك : فلان يعلم كل شيء وأتاه كل الناس ، وأنت تعني بعضهم نظيره قوله { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 44 ] .

وقال بعض المفسرين : معناه وآتاه من كل ما سألتموه وما لم تسألوه ، وهذه قراءة العامة بالإضافة [ . . . . . . . . . ] .

وقرأ الحسن والضحاك وسلام : من كل ، بالتنوين على النفي يعني من كل مالم تسألوه فيكون ما يجد .

قال الضحاك : أعطاكم أشياء ما طلبتموها ولا سألتموها ، صدق الله لكم من شيء أعطاناه الله ما سألناه إياه ولا خطرنا ببال .

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } لا تطيقوا ذكرها ولا القيام بشكرها لا بالجنان ولا باللسان ولا بالبيان { إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ } لشاكر غير من أنعم عليه واضع الشكر في غير موضعه { كَفَّارٌ } جحود لنعم الله ، وقيل ظلمه لنفسه بمعصيته كفار لربه في نعمته ، وقيل ظلوم في الشدة يشكو ويجزع ، كفار في النعمة يجمع ويمنع .