الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا} (70)

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } ميمون بن مهران عن ابن عبّاس في قوله { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } قال : كل شيء يأكل بفيه إلاّ ابن آدم يأكل بيديه ، وعنه أيضاً بالعقل .

الضحاك : بالنطق وثمّ التمييز .

عطاء : تعديل العامّة وإمتدادها ، يمان : بحسن الصورة .

محمّد بن كعب : بأن جعل محمّداً منهم ، وقيل : الرجال باللحي والنساء بالذواب .

محمّد بن جرير : بتسليطهم على غيرهم من الخلق وتسخير سائر الخلق لهم .

{ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } يعني لذيذ المطاعم والمشارب .

مقاتل : السمن والزبد والتمر والحلاوى وجعل رزق غيرهم مالا يخفى عليكم .

{ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } .

قال قوم : قوله : ( كثير ممن خلقنا ) إستثناء للملائكة .

قال الكلبي : فُضلوا على الخلائق كلهم غير طائفة من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وأشباههم .

وقال الآخرون : المراد به جميع من خلقنا فالعرب قد تضع الأكبر والكثير في موضع الجمع والكل ، كقول الله عزّ وجلّ

{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى&# 1648 ؛ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } [ الشعراء : 221- 223 ] والمراد به جميع الشياطين .

معمر عن زيد بن أسلم ، في قوله تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } قال : قالت : الملائكة ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطنا في الآخرة ، فقال : وعزتي وجلالي لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كما قلت له كن فيكون .

حماد بن سلمة عن أبي المهرم قال : سمعت أبا هريرة يقول : المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده .