الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا} (70)

أخرج الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخه ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من شيء أكرم على الله من بني آدم يوم القيامة . قيل : يا رسول الله ، ولا الملائكة المقربون ؟ ! . . قال : ولا الملائكة . . . الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر » .

وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفاً وقال : هو الصحيح .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : المؤمن أكرم على الله من ملائكته .

وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الملائكة قالت : يا رب ، أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ، ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو ، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة . قال : لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان » .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم مثله .

وأخرج ابن عساكر من طريق عروة بن رويم قال : حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الملائكة قالوا : ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم . . . فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب ويأتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون ، ولم تجعل لنا من ذلك شيئاً . . . فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة . فقال الله : لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان » .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عروة بن رويم مرسلاً .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عروة بن رويم الأنصاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة : يا رب ، خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون ، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة ، فقال الله تعالى : لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان » .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من وجه آخر ، عن عروة بن رويم اللخمي ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه إلا أنه قال : «ويركبون الخيل » ولم يذكر ونفخت فيه من روحي .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ولقد كرمنا بني آدم } قال : جعلناهم يأكلون بأيديهم ، وسائر الخلق يأكلون بأفواههم .

وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { ولقد كرمنا بني آدم } قال : «الكرامة ، الأكل بالأصابع » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال : ما من رجل يرى مبتلى فيقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلاً ، إلا عافاه الله من ذلك البلاء كائناً ما كان .

وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل ، عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله خلق السماوات سبعاً فاختار العليا منها ، فأسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشاً واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار الأخيار » .