التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا} (70)

قوله تعالى { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }

قال ابن كثير : يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } أي : يمشي منتصبا على رجليه ويأكل بيديه وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية الدنيوية .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { وحملناهم في البر والبحر } الآية ، أي في البر على الأنعام وفي البحر على السفن ، والآيات الموضحة على ذلك كثيرة جدا كقوله : { وعليها وعلى الفلك تحملون } وقوله { والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك ما تركبون } وقد قدمنا هذا مستوفي بإيضاح في سورة النحل .