{ قَالُواْ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } قرأ عبد الله : وأسرّوا النجوى . إن هذان ساحران بفتح الألف وجزم نونه ساحران بغير لام ، وقرأ ابن كثير وحفص إن بكسر الألف وجزم النون هذان بالألف على معنى ما هذان إلاّ ساحران ، نظيره : قوله
{ وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ } [ الشعراء : 186 ] قال الشاعر :
ثكلتك أُمكّ إن قتلتَ لمُسلماً *** حلّت عليك عقوبة الرَّحْمن
يعني ما قتلت إلاّ مسلماً ، يدل على صحة هذه القراءة قراءة أُبي بن كعب : إن ذان إلاّ ساحران ، وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمر بن علاء : إن هذين لساحران بالياء على الأصل ، قال أبو عمرو : وإني لإستحي من الله أن أقرأ إنّ هذان ، وقرأ الباقون : إنّ بالتشديد هذان بالألف واختلفوا فيه ، فقال قوم بما أخبرنا أبو بكر بن عبدوس وعبد الله بن حامد قالا : حدَّثنا أبو العباس الأصم قال : حدَّثنا محمد بن الجهم السمري قال : حدَّثنا الفرّاء قال : حدَّثني أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله سبحانه في النساء
{ لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ } [ النساء : 162 ]
{ وَالْمُقِيمِينَ } [ النساء : 162 ] وعن قوله في المائدة
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ } [ المائدة : 69 ] وعن قوله { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } [ طه : 63 ] فقالت : يا بن أخي هذا خطأ من الكاتب .
وقال عثمان بن عفان : إنّ في المصحف لحناً وستقيمه العرب بألسنتهم .
وقال أبان : قرئت هذه الآية عند عثمان فقال : لحن وخطأ ، فقيل له : ألم تغيّره فقال : دَعُوه فإنّه لا يُحلّ حراماً ولا يحرّم حلالاً ، وقال آخرون : هذه لغة الحارث بن كعب وخثعم وزبيد وكنانة يجعلون الأسمين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف .
قال الفرّاء : أنشدني رجل من بني الأسد وما رأيت افصح منه .
وأطرق إطراق الشجاع ولو ترى *** مساغاً لناباه الشجاع لصمما
ويقولون : كسرت يداه ، وركبت علاه ، بمعنى يديه وعليه . وقال الشاعر :
تزوّد منّا بين أُذناه ضربة *** دعته إلى هابي التراب عقيم
أي قلوص راكب نراها *** طاروا علاهنّ فطر علاها
إنَّ أباها وأبا أباها *** قد بلغا في المجد غايتاها
وروي أنّ أعرابياً سأل ابن الزبير شيئا فحرّمه فقال : لعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال ابن الزبير : إن وصاحبها ، يعني نعم . وقال الشاعر :
بكرتْ عليّ عواذلي يلحينني وألو مهنَّه *** ويقلن شيبٌ قد علاك وقد كبرت فقلت إنّه
أي نعم ، وقال الفراّء : وفيه وجه آخر : وهو أن يقول : وجدت الألف دعامة من هذا على حالها لا تزول في كل حال ، كما قالت العرب : الذي ثمَّ زادوا نوناً يدلّ على الجمع فقالوا : الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم وكناية تقول : اللَّذوُنَ .
{ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ } مصر { بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى } حدَّث الشعبي عن عليّ قال : يصرفا وجوه الناس إليهما وهي بالسريانية .
وقال ابن عباس : يعني بسراة قومكم وأشرافكم وقال مقاتل والكلبي : يعني الأمثل فالأمثل من ذوي الرأي والعقول .
وقال عكرمة : يعني يذهب أخياركم .
وقال قتادة : طريقتكم المُثلى يومئذ ، بنو إسرائيل كانوا أكثر القوم عدداً يومئذ وأموالاً ، فقال عدو الله : إنما يريدان أن يذهبا به لأنفسهما .
وقال الكسائي : بطريقتكم يعني بسنّتكم وهديكم وسمتكم ، والمثلى نعت للطريقة ، كقولك امرأة كبرى ، تقول العرب : فلان على الطريقة المثلى يعني على الهدى المستقيم .
فكم متفرقين منوا بجهل *** حدى بهم إلى زيغ فراغوا
وزِيغ بهم عن المثلى فتاهوا *** وأورطهم مع الوصل الرداغُ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.