الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ} (12)

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى } عند البعث { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ } من الأعمال { وَآثَارَهُمْ } ما استُن به بعدهم ، نظيره قوله :

{ يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [ القيامة : 13 ] ، وقوله :{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [ الإنفطار : 5 ] .

وقال المغيرة بن شعبة والضحاك : نزلت في بني عذرة ، وكانت منازلهم بعيدة عن المسجد فشق عليهم حضور الصلوات ، فأنزل الله عز وجل : { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ } يعني خُطاهم إلى المسجد .

أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا جعفر بن محمد الفربابي قال : حدّثنا حنان بن موسى قال : حدّثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد الحريري عن أبي نضرة عن جابر عن عبد الله قال : أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حول المسجد خالية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتانا في ديارنا فقال : " " يا بني سلمة ، بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، بعد علينا المسجد ، والبقاع حول المسجد خالية . فقال : " يا بني سلمة ، دياركم فإنما تكتب آثاركم " قال : فما وددنا بحضرة المسجد لمّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الذي قال . .

أخبرنا أبو علي الروزباري قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن مهرويه الرازي قال : حدّثنا أبو حاتم الرازي قال : حدّثنا قرة بن حبيب قال : حدّثنا عتبة بن عبد الله عن ثابت عن أنس في قوله سبحانه : { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ } قال : الخُطى يوم الجمعة .

{ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ } علمناه وعدّدناه وبيناه { فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ } وهو اللوح المحفوظ .