ثم قال تعالى ذكره {[56435]} : { إنا نحن نحي الموتى } يعني في الآخرة للنشور .
{ ونكتب ما قدموا } أي : من أعمالهم في الخير والشر . وتقديره : ونكتب ذكر ما قدموا .
{ وآثارهم } أي : ما أخروا بعدهم من الأعمال والسنن التي يتبعون عليها ( ويقتدي بهم فيها ) {[56436]} فهو ما أبقى الرجل بعده من عمل يجري عليه ثوابه أو إثمه .
وقيل/هو تصرفهم وتقلبهم في ( الدنيا ) {[56437]} وخطاهم مكتوب ( كله ) {[56438]} .
وروي أن هذه الآية نزلت في قوم أرادوا أن يقربوا من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرب عليهم . فيكون المعنى : ونكتب ثواب خطاهم ومشيهم إلى المسجد على بعد مساكنهم وقربها {[56439]} .
قال ابن عباس : كانت ( منازل ) {[56440]} الأنصار متباعدة من المسجد فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد ، فنزلت { ونكتب ما ( قدموا ) {[56441]} وآثارهم } فقالوا : نثبت مكاننا {[56442]} .
وقال جابر : أراد بنو سلمة قرب المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني سلمة دياركم إنها تثبت آثاركم " {[56443]} .
وقال مجاهد و( الحسن ) {[56444]} وقتادة آثارهم خطاهم {[56445]} .
قال جابر بن عبد الله : هممنا أن ننتقل إلى قرب المسجد واستشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " امكثوا ( مكانكم ) {[56446]} ، فإن لكم فضيلة على من هو أقرب منكم بكل خطوة درجة " {[56447]} .
وروى جابر أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسلم {[56448]} فقال : يا رسول الله أردنا أن نتحول إلى قرب المسجد ، فقال النبي {[56449]} : " لا تفعلوا فإن بكل خطوة ( حسنة ) {[56450]} " {[56451]} .
وروى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم {[56452]} أنه قال : " يكتب له برجل حسنة ويحط عنه برجل سيئة/ ذاهبا وراجعا إذا خرج إلى المسجد " {[56453]} .
ثم قال تعالى {[56454]} : { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين }أي : ما كان وما هو كائن أثبتناه في أم الكتاب ومعنى { مبين } أي : بين عن حقيقة {[56455]} ما أثبت فيه وهو اللوح المحفوظ . قاله مجاهد وقتادة وابن زيد {[56456]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.