ثم قال عز وجل : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيي الموتى } يعني : نبعثهم في الآخرة { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ } يعني : نحفظ ما أسلفوا ، وما عملوا من أعمالهم . ويقال : { وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ } يعني : تكتب أعمالهم الكرام الكاتبون ، وما عملوا من خير أو شر { وَآثَارَهُمْ } يعني : ما استنوا من سنة خير أو شر عملوه ، واقتدى بهم من بعدهم ، فلهم مثل أجورهم ، أو عليهم مثل أوزارهم من غير أن ينقص منه شيئاً ، وهذا كقوله عز وجل : { يُنبأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر } [ القيامة : 14 ] وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ » إلى آخره وقال مجاهد : { وَآثَارَهُمْ } يعني : خطاهم . وروى مسروق أنه قال : مَا خَطَا عَبْدٌ خُطْوَةً إلاَّ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ أوْ سَيّئَةٌ . وروي عن جابر بن عبد الله أنه قال : " إن بني سلمة ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم بعد منازلهم من المسجد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «يَا بَنِي سَلَمَةَ دِيَارُكُمْ فَإِنَّمَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ » " . ثم قال :{ وَكُلَّ شيء أحصيناه } أي : حفظناه وبيَّناه { في إِمَامٍ مُّبِينٍ } يعني : في اللوح المحفوظ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.