الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ} (21)

{ يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ } اختلفوا في الأرض المقدسة ما هي .

فقال مجاهد : هي الطور وما حوله . وقال الضحّاك : هي إيليا وبيت المقدس الحرام محرم مقداره ، السماوات والأرض بيت المقدس مقدّس مقداره من السماوات والأرض .

عكرمة والسدّي وابن زيد : هي أريحا .

الكلبي : دمشق وفلسطين وبعض الأردن .

قتادة : هي الشام كلها .

" قال زيد بن ثابت : بينما نحن حول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يؤلف القرآن من الرقاع إذ قال : " طوبى للشام " قيل : يا رسول اللّه ولم ذاك ؟ قال : " إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم " .

نصير بن علقمة الحمصي عن جبير بن نقير عن عبد اللّه بن حوالة قال : " كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " واللّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح اللّه أرض فارس والرّوم وأرض حمْير وحتى تكونوا أجناداً ثلاثة ، جنداً بالشام ، وجنداً بالعراق وجنداً باليمن " .

فقال ابن حوالة : يا رسول اللّه أن أدركني ذلك ، قال : " اختر لك الشام فإنها صفوة اللّه من بلادكم وإليها [ يجتبي ] صفوته من عباده ، يا أهل الإسلام فعليكم بالشام فإن صفوة اللّه من الأرض الشام فمن أبى فليلحق بيمينه وليستق من غدره إن اللّه قد تكفّل لي بالشام وأهله " .

روى الأعمش عن عبد اللّه بن صبّار عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود قال : قسّم الخير عشرة أعشار فجعل منه تسعة بالشام وواحد بالعراق . وقسم الشّر عشرة أعشار فجعل منه تسعة بالعراق وواحد بالشام . ودخل الشام عشرة ألف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم ونزل خمس وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سبعون [ صحابياً ] { الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } يعني كتبه في اللوح المحفوظ إنها لكم مساكن .

وقال ابن إسحاق : ذهب اللّه لكم . السّدي : أمركم به يدعو لها ، وقتادة : أمروا بها كما أمروا بالصلاة { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ } أعقابكم بخلاف اللّه { فَتَنْقَلِبُوا } .