الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (19)

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } محمد { يُبَيِّنُ لَكُمْ } أعلام الهدى وشرائع الدين { عَلَى فَتْرَةٍ } إنقطاع { مَّنَ الرُّسُلِ } واختلفوا في قدر مدّة تلك الفترة .

وروى عبيد بن سلمان عن الضحاك قال : الفترة فيما بين عيسى ومحمد ( عليهما السلام ) ستمائة سنة .

معمّر عن قتادة قال : كان بين عيسى ومحمد ( عليهما السلام ) خمسمائة وستون سنة .

قال معمّر وقال الكلبي : خمسمائة وأربعون سنة ، الضحّاك : أربعمائة وبضع وثلاثون سنة { أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " أربعة ( كلّهم ) يدلي على اللّه يوم القيامة بحجة وعذر ، رجل مات فى الفترة ورجل أدرك ( الفترة الأخيرة ) ، ورجل أصم أبكم ورجل معتوه ، فيبعث اللّه عزّ وجل إليهم ملكاً رسولاً فيقول أطيعوه فيأتهم الرسول فيؤجج لهم ناراً فيقول : إقتحموها فمن اقتحمها كانت عليهم برداً وسلاماً ومن قال لا حقت عليه كلمة العذاب " .