الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

قال السدّي : قالت اليهود : إنّ اللّه أوحى إلى إسرائيل أن ولداً من ولدك أدخلهم النار فيكونون فيها أربعين يوماً حتى تطهركم وتأكل خطاياهم ثم ينادي أن أخرجوا كل مختون من ولد إسرائيل فأخرجهم فذلك قولهم

{ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً } [ البقرة : 80 ] ، وأمّا النصارى ، فإن فرقة منهم قالت : المسيح ابن اللّه .

فأخرجهم الخبر عن الجماعة { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } كان لأمر ما زعمتم أنكم أحباؤه وأولياؤه فإن الحبيب لا يعذب حبيبه ، وأنتم مقرّون إنّه معذبكم { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } كسائر بني آدم ، ثم قال بالإحسان والإيتاء { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } فضلاً { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } عدلاً .

وقال السدّي : يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له ، ويميت من يشاء منكم على كفره فعذّبه { وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ *