فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ} (21)

{ يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ( 21 ) قالوا يا موسى إن في الأرض قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ( 22 ) } .

{ يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة } أي المطهرة وقيل المباركة ، قال الكلبي : صعد إبراهيم جبل لبنان فقيل له انظر فما أدرك بصرك فهو مقدس وهو ميراث لذريتك .

وقد اختلف في تعيينها فقال قتادة ، هي الشام كلها ، وقال مجاهد : الطور وما حوله ، وقال معاذ بن جبل : هي ما بين العريش إلى الفرات ، وقال السدي وابن عباس وغيرهما : هي أريحاء ، وقال الزجاج : دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، وقول قتادة : يجمع هذه الأقوال المذكورة بعده .

{ التي كتب الله } أي قسمها وقدرها { لكم } في سابق علمه وجعلها مسكنا لكم ، وقال السدي : التي أمركم الله بها ، وقال قتادة : أمر القوم بها كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة ، وقال الكرخي : أمركم بدخولها أو كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم إن آمنتم وأطعمتم ، فلا ينافيه قوله : { فإنها محرمة عليهم أربعين سنة } لأن الوعد مشروط بقيد الطاعة ، فلما لم يوجد الشرط لم يوجد المشروط .

{ ولا ترتدوا على أدباركم } أي لا ترجعوا عن أمري وتتركوا طاعتي وما أوجبته عليكم من قتال الجبارين جبنا وفشلا { فتنقلبوا } بسبب ذلك { خاسرين } لخيري الدنيا والآخرة .