الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ} (21)

{ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ } يعني أرض بيت المقدس . وقيل : الطور وما حوله . وقيل : الشام . وقيل : فلسطين ودمشق وبعض الأردن . وقيل : سمَّاها الله لإبراهيم ميراثاً لولده حين رفع على الجبل ، فقيل له : انظر ، فلك ما أدرك بصرك ، وكان بيت المقدس قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين { كَتَبَ الله لَكُمْ } قسمها لكم وسماها ، أو خط في اللوح المحفوظ أنها لكم { وَلاَ تَرْتَدُّوا على أدباركم } ولا تنكصوا على أعقابكم مدبرين من خوف الجبابرة جبناً وهلعاً ، وقيل : لما حدثهم النقباء بحال الجبابرة رفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا : ليتنا متنا بمصر . وقالوا : تعالوا نجعل علينا رأساً ينصرف بنا إلى مصر . ويجوز أن يراد : لا ترتدوا على أدباركم في دينكم بمخالفتكم أمر ربكم وعصيانكم نبيكم : فترجعوا خاسرين ثواب الدنيا والآخرة . الجبار ( فعال ) من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه وهو العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد .