{ من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه } قرأ حمزة وأبو بكر والكسائي { من يصرف } مبنياً للفاعل فمن مفعول مقدم والضمير في { يصرف } عائد على الله ويؤيده قراءة أبي { من يصرف } الله وفي { عنه } عائد على العذاب والضمير المستكن في { رحمه } عائد على الرب أي أيّ شخص يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه الرحمة العظمى وهي النجاة من العذاب ، وإذا نجّى من العذاب دخل الجنة ويجوز أن يعرب { من } مبتدأ والضمير في { عنه } عائد عليه ، ومفعول { يصرف } محذوف اختصاراً إذ قد تقدّم في الآية قبل التقدير أي شخص يصرف الله العذاب عنه فقد رحمه ، وعلى هذا يجوز أن يكون من باب الاشتغال فيكون { من } منصوباً بإضمار فعل يفسره معنى { يصرف } ويجوز على إعراب { من } مبتدأ أن يكون المفعول مذكوراً ، وهو { يومئذ } على حذف أي هول يومئذ فينتصب { يومئذ } انتصاب المفعول به .
وقرأ باقي السبعة { من يصرف } مبنياً للمفعول ومعلوم أن الصارف هو الله تعالى ، فحذف للعلم به أو للإيجاز إذ قد تقدّم ذكر الرّب ويجوز في هذا الوجه أن يكون الضمير في { يصرف } عائداً على { من } وفي { عنه } عائداً على العذاب أي أيّ شخص يصرف عن العذاب ، ويجوز أن يكون الضمير في { عنه } عائداً على { من } والضمير في { يصرف } عائداً على العذاب أيّ أيّ شخص يصرف العذاب عنه ، ويجوز أن يكون الضميران عائدين على { من } ومفعول { يصرف } { يومئذ } وهو مبني لإضافته إلى إذ فهو في موضع رفع بيصرف والتنوين في { يومئذ } تنوين عوض من جملة محذوفة يتضمنها الكلام السابق التقدير يوم ، إذ يكون الجزاء إذ لم يتقدّم جملة مصرّح بها يكون التنوين عوضاً عنها ، وتكلم المعربون في الترجيح بين القراءتين على عادتهم فاختار أبو عبيد وأبو حاتم وأشار أبو عليّ إلى تحسينه قراءة { يصرف } مبنياً للفاعل لتناسب { فقد رحمه } ولم يأت فقد رحم ويؤيده قراءة عبد الله وأبي { من يصرف } الله ورجح الطبري قراءة { يصرف } مبنياً للمفعول قال : لأنها أقل إضماراً .
قال ابن عطية : وأما مكي بن أبي طالب فتخبط في كتاب الهداية في ترجيح القراءة بفتح الياء ومثل في احتجاجه بأمثلة فاسدة .
قال ابن عطية : وهذا توجيه لفظي يشير إلى الترجيح تعلقه خفيف ، وأما المعنى فالقراءتان واحد ؛ انتهى .
وقد تقدّم لنا غير مرّة إنا لا نرجح بين القراءتين المتواترتين .
وحكى أبو عمرو الزاهد في كتاب اليواقيت أن أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلباً كان لا يرى الترجيح بين القراءات السبع .
وقال : قال ثعلب من كلام نفسه إذا اختلف الإعراب في القرآن عن السبعة ، لم أفضل إعراباً على إعراب في القرآن فإذا خرجت إلى الكلام كلام الناس فضلت الأقوى ونعم السلف لنا ، أحمد بن يحيى كان عالماً بالنحو واللغة متديناً ثقة .
{ وذلك الفوز المبين } الإشارة إلى المصدر المفهوم { من يصرف } أي وذلك الصرف هو الظفر والنجاة من الهلكة و { المبين } البين في نفسه أو المبين غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.