التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

وبعد أن حضهم على صلة الأقارب والمساكين وابن السبيل ، نفرهم من تعاطى الربا فقال : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ الناس فَلاَ يَرْبُو عِندَ الله } .

والربا : الزايدة مطلقا . يقال : ربا الشئ يربو إذا زاد ونما ، ومنه قوله - تعالى - : { وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء اهتزت وَرَبَتْ } أى : زادت .

قال الآلوسى ما ملخصه : والظاهر أن المراد بالبر هنا ، الزيادة المعروفة فى المعاملة التى حرمها الشارع . ويشهد لذلك ما روى عن السدى ، من أن الآية نزلت فى ربا ثقيف ، كانوا يرابون ، وكذلك كانت قريش تتعاطى الربا .

وعن ابن عباس وغيره : أن المراد به هنا العطية التى يتوقع بها مزيد مكافأة ، وعليه فتسميتها ربا مجاز ، لأنها سبب للزيادة .

ويبدو لنا أن المراد هنا ، الربا الذى حرمه الله - تعالى - بعد ذلك تحريما قاطعا ، وأن المقصود من الآية التنفير منه على سبيل التدرج ، حتى إذا جاء التحريم النهائى له ، تقبلته نفوس الناس بدون مفاجأة لهذا التحريم .

قال صاحب الكشاف : هذه الآية فى معنى قوله - تعالى - { يَمْحَقُ الله الربا وَيُرْبِي الصدقات } سواء بسواء . يريد : وما أعطيتم أكلة الربا { مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي } أموالهم ، أى : ليزيد ويزكو فى أموالهم ، فلا يزكو عند الله ولا يبارك فيه .

ثم حض - سبحانه - على التصدق فى سبيله فقال : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ } أى من صدقة تتقربون بها إلى الله ، و { تُرِيدُونَ } بأدائها { وَجْهَ الله } أى : رضاه وثوابه . { فأولئك } الذين يفعلون ذلك { هُمُ المضعفون } أى : ذوو الأضعاف المضاعفة من الثواب والعطا الكريم ، فالمضعفون جمع مضعف - بكسر العين - على أنه اسم فاعل من أضعف ، إذا صار ضِعْف - بكسر فسكون - كأقوى وأيسر ، إذا صار ذا قوة ويسار .

وقال - سبحانه - : { فأولئك هُمُ المضعفون } ولم يقل : فأنتم المضعفون ، لأنه رجع من المخاطبة إلى الغيبة ، كانه قال لملائكته : فاولئك الذين يريدون وجهى بصدقاتهم ، هم المضعفون ، فهو أمدح لهم من أن يقول : فأنتم المضعفون .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

33

وكان بعضهم يحاول تنمية ماله بإهداء هدايا إلى الموسرين من الناس ، كي ترد عليه الهدية مضاعفة ! فبين لهم أن هذا ليس الطريق للنماء الحقيقي : وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله . . هذا ما تذكره الروايات عن المقصود بالآية وإن كان نصها بإطلاقه يشمل جميع الوسائل التي يريد بها أصحابها أن ينموا أموالهم بطريقة ربوية في أي شكل من الأشكال . . وبين لهم في الوقت ذاته وسيلة النماء الحقيقية :

( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) . .

هذه هي الوسيلة المضمونة لمضاعفة المال : إعطاؤه بلا مقابل وبلا انتظار رد ولا عوض من الناس . إنما هي إرادة وجه الله . أليس هو الذي يبسط الرزق ويقدر ? أليس هو الذي يعطي الناس ويمنع ? فهو الذي يضاعف إذن للمنفقين ابتغاء وجهه ؛ وهو الذي ينقص مال المرابين الذين يبتغون وجوه الناس . . ذلك حساب الدينا ، وهناك حساب الآخرة وفيه أضعاف مضاعفة . فهي التجارة الرابحة هنا وهناك !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

ثم قال : { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ } أي : من أعطى عطية يريد أن يرد الناس عليه أكثر مما أهدى لهم ، فهذا لا ثواب له عند الله - بهذا فسره ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب ، والشعبي - وهذا الصنيع مباح{[22862]} وإن كان لا ثواب فيه{[22863]} إلا أنه قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، قاله الضحاك ، واستدل بقوله : { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] أي : لا تعط العطاء تريد أكثر منه .

وقال ابن عباس : الربا رباءان ، فربا لا يصح{[22864]} يعني : ربا البيع ؟ وربا لا بأس به ، وهو هدية الرجل يريد فضلها{[22865]} وأضعافها . ثم تلا هذه الآية : { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ } .

وإنما الثواب عند الله في الزكاة ؛ ولهذا قال : { وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } أي : الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء ، كما [ جاء ]{[22866]} في الصحيح : " وما تصدق أحد بِعِدْل تمرة من كسب طيب إلا أخذها الرحمن بيمينه ، فَيُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوّه أو فَصِيلَه ، حتى تصير التمرة أعظم من أُحُد " {[22867]} .


[22862]:- في ت: "فسره ابن عباس وغيره".
[22863]:- في ت: "به".
[22864]:- في أ: "لا يصلح".
[22865]:- في أ: "أفضلها"
[22866]:- زيادة من أ.
[22867]:- صحيح البخاري برقم (1410)
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَآ آتَيْتُمْ مّن رّباً لّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِندَ اللّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وما أعطيتم أيها الناس بعضكم بعضا من عطية لتزداد في أموال الناس برجوع ثوابها إليه ، ممن أعطاه ذلك ، فلا يربو عند الله يقول : فلا يزداد ذلك عند الله ، لأن صاحبه لم يعطه من أعطاه مبتغيا به وجهه . وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ يقول : وما أعطيتم من صدقة تريدون بها وجه الله ، فأولئك يعني الذين يتصدّقون بأموالهم ملتمسين بذلك وجه الله هم المضعفون يقول : هم الذين لهم الضعف من الأجر والثواب ، من قول العرب : أصبح القوم مسمِنين معطِشين ، إذا سمنت إبلهم وعطشت . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال : هو ما يعطي الناس بينهم بعضهم بعضا ، يعطي الرجل الرجل العطية ، يريد أن يُعطى أكثر منها .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور بن صفية ، عن سعيد بن جُبَير وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاسِ قال : هو الرجل يعطي الرجل العطية ليثيبه .

قال : ثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور بن صفية ، عن سعيد بن جُبَير ، مثله .

حدثنا ابن وكيع ، قال : ثني أبي ، عن سفيان ، عن منصور بن صفية ، عن سعيد بن جُبَير وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ في أمْوَالِ النّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال : الرجل يعطى ليثاب عليه .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُو فِي أمْوَالِ النّاسِ قال : الهدايا .

حدثنا ابن وكيع ، قال : ثني أبي ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : هي الهدايا .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُو فِي أمْوَالِ النّاسِ قال : يعطي ماله يبتغي أفضل منه .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن ابن أبي خالد ، عن إبراهيم ، قال : هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية ، ليثيبه أفضل منها .

قال : ثنا محمد بن حميد المعمري ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه : هو الرجل يعطي العطية ويهدي الهدية ، ليثاب أفضل من ذلك ، ليس فيه أجر ولا وزر .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاس فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال : ما أعطيت من شيء تريد مثابة الدنيا ، ومجازاة الناس ذاك الربا الذي لا يقبله الله ، ولا يجزي به .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاسِ فهو ما يتعاطى الناس بينهم ويتهادون ، يعطى الرجل العطية ليصيب منه أفضل منها ، وهذا للناس عامة .

وأما قوله : وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثرْ فهذا للنبيّ خاصة ، لم يكن له أن يعطي إلاّ لله ، ولم يكن يعطي ليعطى أكثر منه .

وقال آخرون : إنما عنى بهذا : الرجلَ يعطي ماله الرجلَ ليعينه بنفسه ، ويخدمه ويعود عليه نفعه ، لا لطلب أجر من الله . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ومحمد بن فضيل ، عن زكريا عن عامر وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ في أمْوَالِ النّاسِ قال : هو الرجل يلزق بالرجل ، فيخفّ له ويخدمه ، ويسافر معه ، فيجعل له ربح بعض ماله ليجزيه ، وإنما أعطاه التماس عونه ، ولم يرد وجه الله .

وقال آخرون : هو إعطاء الرجل ماله ليكثر به مال من أعطاه ذلك ، لا طلب ثواب الله . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي حصين ، عن ابن عباس وَما آتَيْتُمْ منْ رِبا لِيَرْبُو في أمْوَالِ النّاسِ قال : ألم تر إلى الرجل يقول للرجل : لأموّلنك ، فيعطيه ، فهذا لا يربو عند الله ، لأنه يعطيه لغير الله ليثري ماله .

قال : ثنا عمرو بن عبد الحميد الاَملي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : سمعت إبراهيم النخعي يقول في قوله : وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ في أمْوَالِ النّاسِ ، فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال : كان هذا في الجاهلية يعطي أحدهم ذا القرابة المال يكثر به ماله .

وقال آخرون : ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم خاصة ، وأما لغيره فحلال . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن أبي روّاد ، عن الضحاك وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ هذا للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، هذا الربا الحلال .

وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك لأنه أظهر معانيه .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة وبعض أهل مكة : لِيَرْبُوَ بفتح الياء من يربو ، بمعنى : وما آتيتم من ربا ليربوَ ذلك الربا في أموال الناس . وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل المدينة : «لِتَرْبُوا » بالتاء من تُربوا وضمها ، بمعنى : وما آتيتم من ربا لتُربوا أنتم في أموال الناس .

والصواب من القول في ذلك عندنا ، أنهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار مع تقارب معنييهما ، لأن أرباب المال إذا أربوا ربا المال ، وإذا ربا المالُ فبإرباء أياه ربا . فإذا كان ذلك كذلك ، فبأيّ القراءتين قرأ القارىء فمصيب .

وأما قوله : وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضعِفُونَ فإن أهل التأويل قالوا في تأويله نحو الذي قلنا . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدون وَجْهَ اللّهِ ، فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ قال : هذا الذي يقبله الله ويضعفه لهم عشر أمثالها ، وأكثر من ذلك .

حُدثت عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، قال : قال ابن عباس ، قوله وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال : هي الهبة ، يهب الشيء يريد أن يُثاب عليه أفضل منه ، فذلك الذي لا يربو عند الله ، لا يؤجر فيه صاحبه ، ولا إثم عليه وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ قال : هي الصدقة تريدون وجه الله فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفونَ .

قال معمر ، قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثل ذلك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

{ وما آتيتم من ربا } زيادة محرمة في المعاملة أو عطية يتوقع بها مزيد مكافأة ، وقرأ ابن كثير بالقصر بمعنى ما جئتم به من إعطاء ربا . { وليربوا في أموال الناس } ليزيد ويزكو في أموالهم . { فلا يربو عند الله } فلا يزكو عنده ولا يبارك فيه ، وقرأ نافع ويعقوب " لتربوا " أي لتزيدوا أو لتصيروا ذوي ربا . { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله } تبتغون به وجهه خالصا { فأولئك هم المضعفون } ذوو الأضعاف من الثواب ونظير المضعف المقوي والموسر لذي القوة واليسار ، أو الذين ضعفوا ثوابهم وأموالهم ببركة الزكاة ، وقرئ بفتح العين وتغييره عن سنن المقابلة عبارة ونظما للمبالغة ، والالتفات فيه للتعظيم كأنه خاطب به الملائكة وخواص الخلق تعريفا لحالهم ، أو للتعميم كأنه قال : فمن فعل ذلك { فأولئك هم المضعفون } ، والراجع منه محذوف إن جعلت ما موصولة تقديره المضعفون به ، أو فمؤتوه أولئك هم المضعفون .