الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة يوسف

مكية وآياتها 111

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه السورة مكية ، والسبب في نزولها أن اليهود أمروا كفار مكة أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السبب الذي أحل بني إسرائيل بمصر ، فنزلت السورة وقيل سبب نزولها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما يفعله به قومه بما فعل أخوة يوسف بيوسف ، وسورة يوسف لم يتكرر من معانيها في القرآن شيء كما تكررت قصص الأنبياء ، ففيها حجة على من اعترض بأن الفصاحة تمكنت بترداد القول ، وفي تلك القصص حجة على من قال في هذه لو كرر لفترت أي فصاحتها .

وقولهُ عزَّ وجلَّ : { الر تِلْكَ آيات الكتاب المبين } [ يوسف :1 ] .

{ الكتاب } هنا القرآن ، ووصفه ب{ المبين } من جهة بيان أحكامه وحَلاَله وحرامِهِ ومَواعِظِهِ وهُدَاهُ ونُوره ، ومِنْ جهة بيانِ اللسانِ العربيِّ وجودَتِهِ ،