الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ} (88)

قوله تعالى : { مُّزْجَاةٍ } : أي : مَدْفُوعة يَدْفَعها كلُّ أحدٍ عنه لزهادته فيها ، ومنه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً } [ النور : 43 ] ، أي : يَسُوقها بالريح . وقال حاتم الطائي :

2824 لِيَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ *** وأَرمَلَةٌ تُزْجي مع الليل أَرْمَلا

ويقال : أَزْجَيْتُ رديءَ الدرهم فَزُجِيَ ، ومنه استعير " زَجَا الخراج يَزْجُو زَجَاءً " ، وخَراجٌ زاجٍ ، وقولُ الشاعر :

2825 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** وحاجةٍ غيرِ مُزْجاةٍ من الحاجِ

أي : غير يسيرةً يمكن دَفْعُها وصَرْفها لقلة الاعتداد بها/ فألف " مُزْجاةٌ " منقلبة عن واو .

وقوله : { فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ } يجوز أن يُراد به حقيقته من الآلة ، وأن يُرادَ به المَكِيل فيكونَ مصدراً .