وقوله تعالى : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ ) أي على يوسف ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ) سموه عزيزا لما لعلهم يسمون كل ملك عزيزا ، أو سموه عزيزا لما كان عند الملك[ في الأصل وم : ذلك ] عزيزا بقوله : ( أكرمي مثواه )[ الآية : 21 ] أو[ في الأصل وم : و ] لما كان للناس إليه حاجة بالطعام الذي في يده ، وهو كان غنيا عما في أيديهم ، والله أعلم .
وقولهم : ( مسنا وأهلنا الضر ) قال أهل التأويل : أصابنا الشدة والبلاء والجوع ( وجئنا ببضاعة مزجاة ) قيل : دراهم نفاية مبهرج ، لا تنفق في الطعام ، كاسدة ، لأنه كان في عزة ، وتنفق في غيره .
وقال أبو عوسجة ( وجئنا ببضاعة مزجاة ) أي قليلة ، وكذلك قال القتبي : أي قليلة . وقال ابن عباس رضي الله عنه هي الورق الرديئة ، لا تنفق حتى توضع . وقال أبو عبيدة : الإزجاء في كلام العرب الدفع والسوق ، وهو كقوله : ( ألم تر أن الله يزجي سحابا )[ النور : 43 ] أي يسوق ، ويدفع .
وقال بعضهم : جاؤوا بسمن وصوف ، وقيل جاؤوا بصنوبر وحب[ في الأصل وم : وحبة ] الخضراء ، أو أمثال هذا . ويشبه أن يكون [ قولهم ][ ساقطة من الأصل وم ] . ( مزجاة ) كما يقول : تزجى يوما بيوم .
وقوله تعالى : ( فأوف لنا الكيل ) قال بعضهم : أوف لنا الكيل بسعر الجياد ، وتأخذ النفاية ، وتكيل لنا الطعام بسعر الجياد . ولكن قوله : ( فأوف لنا الكيل ) أي سلم لنا الكيل تام الإيفاء هو التسليم على الوفاء كقوله : ( وأوفوا الكيل والميزان )[ الأنعام : 152 ] .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( تصدق علينا ) بفضل ما بين الثمنين في الوزن ، وقيل : ما بين الكيلين .
وقال بعضهم : ( وتصدق علينا ) أي رد لنا شيئا ، يكون ذلك صدقة لنا منك . لكن يشبه على ما قالوا ، وطلبوا منهن الصدقة حظ الثمن ، لأن الصدقة لا تحل للأنبياء ، ويجوز الحط لأولادهم[ في الأصل وم : لهم ] ، ويجوز حط من لا يجوز صدقته نحو العبد المأذون له في التجارة ؛ يجوز حطه ، ولا تجوز صدقته . وكذلك نبي الله كان يجوز الشراء له[ أدرجت في م قبل : الشراء ] بدون ثمنه ، ولا تحل له الصدقة .
ويحتمل قوله تعالى ( مسنا وأهلنا الضر ) بذهاب بصر أبيهم ، مسهم بذلك وأهلهم الضر ، وقوله تعالى : ( وتصدق علينا ) أي رد علينا بنيامين لعل الله يرد بصره عليه ( إن الله يجزي المتصدقين ) [ قال أهل التأويل : إن كانوا على دين الإسلام ، فكأنهم ظنوا أنه ليس على دين الإسلام ][ من م ، في الأصل : إن كانوا على دين الإسلام ] ولو أنهم ظنوا أنه[ من م ، في الأصل : أنهم ] مسلم لقالوا : إن الله يجزيك بالصدقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.