الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

فلما قال اللَّه : إِني سأفعل بُكْم هكذا ، عقَّب بوصيَّتهم في قوله : { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ [ الإسراء : 7 ]

المعنى : إِنكم بعملكم تُجَازَوْنَ ، و{ وَعْدُ الآخرة } معناه : من المرَّتَيْن .

وقوله : { لِيَسُوءُوا } اللام لام أمْرِ ، وقيل : المعنى : بعثناهم ، ليسوؤوا { وليدخلوا } ، فهي لام كْيِ كلّها ، والضمير للعباد أُولي البأس الشديد ، و{ المسجد } مسجد بيت المقدس ، «وتَبَّر » معناه : أفسد بغشمٍ وركوب رأْس . وقوله : { مَا عَلَوا } ، أي : ما علوا عليه من الأقطار ، وملكوه من البلاد ، وقيل : «ما » ظرفية ، والمعنى مدة علوهم وغلبتهم على البلاد وقيل : { ما } ظرفية ، والمعنى هذا علوهم وغلبتهم على البلاد .