الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ} (47)

وقوله تعالى : { فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسرائيل وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } [ طه : 47 ] .

الآية جُمْلَةَ ما دُعي إليه فرعون الإيمان ، وإرْسال بني إسْرَائِيل ، وأَما تعذِيبُه بني إسْرَائيل ، فبذبح أَولادِهم ، وتسخِيرهم وإذْلاَلهم .

وقولهما : { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } يحتمل أنْ يكون آخر كلام فيقوى أنْ يكون السلامُ بمعنى التَّحِيَّة كأَنَّهما رَغِبَا بها عنه ، وجَرَيَا على العُرْف في التسلِيم عند الفَرَاغِ مِنَ القول .

ويحتمل أَنْ يكون في دَرْجِ القول ، فيكون خبراً بأن السلامة للمهتدين ، وبهذين المعنيين قالت كلّ فرقة من العلماء .