الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ} (47)

كانت بنو إسرائيل في ملكة فرعون والقبط ، يعذبونهم بتكليف الأعمال الصعبة : من الحفر والبناء ونقل الحجارة ، والسخرة في كل شيء ، مع قتل الولدان ، واستخدام النساء { قَدْ جئناك بِئَايَةٍ مّن رَّبِّكَ } جملة جارية من الجملة الأولى وهي { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } مجرى البيان والتفسير ، لأنّ دعوى الرسالة لاتثبت إلا ببينتها التي هي المجيء بالآية ، إنما وحد قوله { بآية } ولم يثن ومعه آيتان : لأنّ المراد في هذا الموضع تثبيت الدعوى ببرهانها ، فكأنه قال : قد جئناك بمعجزة وبرهان وحجة على ما ادعيناه من الرسالة ، وكذلك { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيّنَةٍ مّن رَّبّكُمْ } [ الأعراف : 105 ] ، { فأت بآية إن كنت من الصادقين } [ الشعراء : 154 ] ، { أَوْ لَوْ جِئْتُكَ بِشَىء مُّبِينٍ } [ الشعراء : 30 ] [ والسلام على من أتبع الهدى ] يريد : وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين .