الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (139)

نهى سبحانه المؤمنين عن الوَهَنِ ، وهو الضَّعْف ، وأنَّسهم بأنهم الأعلَوْنَ أصْحَابُ العاقبة ، ومِنْ كَرَمِ الخُلُقِ أن لا يَهِنَ الإنسانُ في حربه ، إذا كان مُحِقًّا ، وإنما يحسن اللِّين في السِّلْم والرضى ، ومنه قولُه صلى الله عليه وسلم : ( المُؤْمِنُ هَيِّنٌ لَيِّنٌ ) ، وقوله سبحانه : { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ }[ محمد :35 ] إخبار بعُلُوِّ كلمة الإسلام ، هذا قول الجمهور ، وهو ظاهر اللفظ .

قال ( ص ) : { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } : في موضِعِ نصبٍ ، على الحال .

وقوله سبحانه : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } : المقصدُ هزُّ النفوسِ ، وإقامتها ، ويترتَّب من ذلك الطَّعْنُ على من نجم في ذلك اليَوْم نِفَاقُهُ أو اضطرب يقينه ، أي : لا يتحصَّل الوعد إلاَّ بالإيمان ، فالزموه .