الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (16)

ثم قال تعالى : { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } أي : وقال هؤلاء المشركون من قريش : عجل لنا كتابنا قبل يوم القيامة .

والقط في كلام العرب : الصحيفة المكتوبة .

فإنما سألوا تعجيل حظهم من العذاب ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة{[58099]} . فهو مثل قولهم : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية{[58100]} .

وقال السدي : إنما سألوا تعجيل رؤية حظهم من الجنة ورؤية منازلهم ليعلموا حقيقة ما يعدهم به محمد صلى الله عليه وسلم{[58101]} .

وقال ابن جبير : سألوا تعجيل حظهم من الجنة يتنعمون به في الدنيا{[58102]} .

وقيل : إنما سألوا تعجيل رزقهم قبل وقته{[58103]} .

وقيل : إنما سألوا تعجيل كتبهم{[58104]} التي تؤخذ بالإيمان والشمائل ، لينظروا أبأيمانهم يعطونها أم بشمائلهم ، فيعلمون أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار ، استهزاء منهم بالقرآن وبوعد الله جل ذكره{[58105]} .


[58099]:انظر: جامع البيان 23/85، والمحرر الوجيز 14/16، وابن كثير 4/30.
[58100]:الأنفال آية 32.
[58101]:انظر: جامع البيان 23/85، تفسير ابن كثير 4/30 قيل...
[58102]:انظر: تفسير الثوري 257، وجامع البيان 23/85، وجامع القرطبي 15/157. وفي تفسير ابن كثير 4/30: قيل....
[58103]:قاله إسماعيل بن أبي خالد في جامع البيان 23/85.
[58104]:ح: كتابهم.
[58105]:انظر: معاني الزجاج 4/323، وجامع البيان 23/85.