لما سَمِعَ موسى عليه السلام قولهم ، ورأى عصيانهم ، تبرَّأ إلى اللَّه منهم ، وقال داعياً عليهم : { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي }[ المائدة :25 ] يعني : هارونَ .
وقوله : { فافرق بَيْنَنَا } دعاء حرجٍ ، والمعنى : فافرق بيننا وبينهم حتى لا نشقى بفسقهم ، { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } أي : قال اللَّه ، وحرَّم اللَّه تعالى على بني إسرائيل دخولَ تلك المدينة أربعين سنةً { يتيهونَ في الأرض } ، أي : في أرض تلك النازلة ، وهو فَحْص التيه ، وهو ، على ما يحكى : طولُ ثلاثين ميلاً ، في عَرْضِ ستَّةِ فراسِخَ ، ويروى أنه لم يدخلِ المدينةَ أحد من ذلك الجِيلِ إلاَّ يُوشَعَ ، وكَالُوث ، وروي أنَّ يُوشَعَ نُبِّىءَ بعد كمالِ الأربعين سنَةً ، وخرَجَ ببني إسرائيل من التيه ، وقاتل الجَبَّارين ، وفتح المدينةَ ، وفي تلك الحَرْب ، وقفَتْ له الشمسُ ساعةً ، حتى استمرَّ هزم الجبَّارين ، والتيه : الذَّهَاب في الأرض إلى غير مقصِدٍ معلوم .
وقوله تعالى : { فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين } معناه : فلا تحزَنْ ، والخطابُ بهذه الآية لموسى عليه السلام ، قال ابنُ عباس : ندم موسى على دعائه على قومه ، وحزن عليهم ، فقال الله له : { فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.