الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَسۡـَٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ} (29)

وقوله سبحانه : { يَسْأَلُهُ مَن في السماوات والأرض } أي : مِنْ مَلَكٍ ، وإنس ، وجنٍّ ، وغيرهم ، لا غنى لأحد منهم عنه سبحانه ، كُلُّهم يَسْأَله حاجَتَهُ ، إمَّا بلسانِ مقاله ، وإمَّا بلسانِ حاله .

وقوله سبحانه : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ } أي : يُظْهِرُ شأناً من قدرته التي قد سبقت في الأَزَلِ في ميقاته من الزمان ، من إحياءٍ وإماتةٍ ، ورِفْعَةٍ وخَفْضٍ ، وغيرِ ذلك من الأمور التي لا يعلم نهايتها إلاَّ هو سبحانه ، ( والشأن ) : هو اسم جنس للأمور ، قال الحسين بن الفضل : معنى الآية : سَوْقُ المقادير إلى المواقيت ؛ وفي الحديث : أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هذه الآيَةَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا هذا الشَّأْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " يَغْفِرُ ذَنْبَاً ، وُيُفَرِّجُ كَرْباً ، وَيَرْفَعُ قَوْماً ، وَيَضَعُ آخَرِينَ " وذكر النَّقَّاش أَنَّ سبب هذه الآيةِ قولُ اليهود : استراح اللَّهُ يَوْمَ السَّبْتِ ، فَلاَ يُنَفِّذُ فِيهِ شَيْئاً .