وقوله تعالى : { مَّا أَفَاءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى } الآية : أهل القرى في هذه الآية : هم أهل الصفراء والينبوع ووادي القرى وما هنالك من قرى العرب ، وذلك أَنَّها فُتِحَتْ في ذلك الوقت من غير إيجاف ، وأعطى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جميعَ ذلك للمهاجرين ، ولم يحبس منها لنفسه شيئاً ، ولم يعط الأنصار شيئاً لغناهم ، والقُرْبَى في الآية : قرابته صلى الله عليه وسلم مُنِعُوا الصدقةَ فَعُوِّضُوا من الفيء .
وقوله سبحانه : { كَي لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغنياء مِنكُمْ } : مخاطبة للأنصار ؛ لأَنَّهُ لم يكن في المهاجرين في ذلك الوقت غَنِيٌّ ، والمعنى : كي لا يتداول ذلك المالَ الأغنياءُ بتصرفاتهم ، ويبقى المساكينُ بلا شيءٍ ، وقد مضى القولُ في الغنائم في سورة الأنفال ، ورُوِيَ أَنَّ قوماً من الأنصار تَكَلَّمُوا في هذه القرى المُفْتَتحَةِ ، وقالوا : لنا منها سَهْمُنَا ، فنزل قوله تعالى : { وَمَا آتاكم الرسول فَخُذُوهُ } الآية : فَرَضُوا بذلك ، ثم اطَّرَدَ بعدُ معنى الآية في أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه ، حَتَّى قال قوم : إنَّ الخمر مُحَرَّمَةٌ في كتاب اللَّه بهذه الآية ، وانتزع منها ابن مسعود لعنة الواشمة ، الحديث .
( ت ) : وبهذا المعنى يحصل التعميم للأشياء في قوله تعالى : { مَّا فَرَّطْنَا في الكتاب مِن شَيءٍ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.