قوله سبحانه : { ثُمَّ ءَاتَيْنَا مُوسَى الكتاب تَمَامًا عَلَى الذي أَحْسَنَ }[ الأنعام :154 ] .
{ ثُمَّ } ، في هذه الآية : إنما مُهْلَتها في ترتيب القولِ الذي أمر به نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كأنه قال : ثم ممَّا قضَيْناه أنَّا آتينا موسَى الكتاب ، ويدعو إلى ذلك أن موسى عليه السلام متقدِّم بالزمانِ على نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وتلاوته ما حرَّم اللَّه ، و{ الكتاب } : التوراةُ ، و{ تَمَاماً } : مصدر ، وقوله : { عَلَى الذي أَحْسَنَ } : مختلفٌ في معناه ، فقالت فرقة : { الذي } بمعنى الَّذِينَ و{ أَحْسَنَ } : فعلٌ ماضٍ صلَةُ «الذين » ، وكأن الكلام : وآتينا موسَى الكتابَ تفضُّلاً على المحسنين من أهْل ملَّته ، وإتماماً للنعمة عليهم ، وهذا تأويل مجاهد ، ويؤيِّده ما في مصحف ابْنِ مسعود : ( تَمَاماً عَلَى الَّذِينَ أحْسَنُوا ) ، وقالت فرقة : المعنى : تماماً على ما أحْسَنَ هو مِنْ عبادة ربِّه ، يعني : موسى عليه السلام وهذا تأويل الربيع وقتادة ، وقالت فرقة : المعنى : تماماً على الذي أحسن اللَّه فيه إلى عباده من النبوءات وسائر النعم ، و{ بِلَقَاء رَبِّهِمْ } ، أي : بالبعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.