الآية 154 وقوله تعالى : { ثم آتينا موسى الكتاب تماما } اختلف فيه : قال الحسن : قوله تعالى : { تماما على الذي أحسن } أي أحسن صحبته ، تمت نعمة الله وكرامته عليه في الآخرة . وقيل{[7951]} : { تماما على الذي أحسن } يعني على المحسنين والمؤمنين . وعلى [ الذي أحسن بمعنى للذي ]{[7952]} آمن . ويجوز على في موضع اللام كقوله تعالى : { وما ذبح على النصب } [ المائدة : 3 ] أي للنصب . وقتادة قال : فمن أحسن في ما آتاه الله تمت عليه كرامة الله في جنته ورضوانه ، ومن لم يحسن في ما آتاه الله [ ولا عذر له ]{[7953]} نزع الله ما في يده ، ثم أبلاه{[7954]} .
وقال أبو بكر الكيساني في قوله تعالى : { ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن } أي ثم آتيناكم من الحجج والبيان تماما من موسى وكتابه ؛ أي موسى وكتابه مصدق وموافق لما أعطاكم كقوله تعالى : { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } الآية [ هود : 17 ] .
ويحتمل [ { تماما } تمام ما ذكرنا ]{[7955]} بالنعمة والكرامة ، ويحتمل { تماما } بالحجة والبيان و{ تماما } بالحكمة والعلم .
وقوله تعالى : { على الذي أحسن } أي للذي أحسن . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه { تماما على } الذين أحسنوا { وتفصيلا لكل شيء } أي تبيانا لكل شيء { وهدى } من الضلالات والشبهات ونعمة { ورحمة } من العذاب والعقاب { لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون } أي وليكونوا { بلقاء ربهم يؤمنون } على التحقيق .
وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ]{[7956]} قال : { تماما على الذي أحسن تفصيلا } يقول : أتم له الكتاب على أحسنه على الذي بلغ من رسالته وتفصيل كل شيء [ أي ]{[7957]} بيان كل شيء { وهدى } أي تبيانا من الضلالة { ورحمة } أي نعمة { لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون } أي بالبعث بعد الموت يؤمنون أي ليكونوا بالبعث [ يؤمنون ]{[7958]} .
ومنهم من يقول في قوله تعالى : { ثم آتينا موسى الكتاب } إنه ، وإن أتى بحرف الترتيب فإنه على الإخبار ، كأنه قال : ثم قد كنا { آتينا موسى الكتاب تماما } معناه : وقد آتيناه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.