الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (81)

قوله : { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ . . . } الآيةَ إلى { تَعْلَمُونَ } ، هي كلُّها من قول إبراهيم عليه السلام لقومه ، وهي حجته القاطعة لهم ، والمعنى : وكيف أخاف أصناماً لا خَطْب لها ، إذ نبذتُها ، ولا تخافُونَ أنتم اللَّهَ عزَّ وجلَّ ، وقد أشركتم به في الربوبيَّة { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سلطانا } والسلطانُ : الحُجَّة ، ثم استفهم ، على جهة التقرير : { فَأَيُّ الفريقين } ، مني ومنكم { أَحَقُّ بالأمن } ، قال أبو حَيَّان : { وَكَيْفَ } : استفهام ، معناه التعجُّب والإنكار ، انتهى .