الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (2)

قوله تعالى : { هُوَ الذي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } أي : في أصْلِ الخِلْقَةِ ، وهذا يَجْرِي مع قول المَلَكِ : يَا رَبِّ ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ، الحَدِيثَ ، وذَلِكَ في بطنِ أمهِ ، وقيل : الآيةُ تعديدُ نِعَمٍ ، فقولُه : { هُوَ الذي خَلَقَكُمْ } هَذِهِ نعمةُ الإيجَاد ، ثم قال : { فَمِنكُمْ كَافِرٌ } أي : بهذِه النِّعْمَةِ ؛ لجهلهِ باللَّهِ ، { وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } باللَّهِ ، والإيمانُ بهِ شُكْرٌ لنعمتِه ، فالإشَارةُ عَلى هذَا التأويلِ في الإيمانِ والكفرِ ، هي إلى اكتسابِ العَبْدِ ؛ وهذا قولُ جماعة ، وقيلَ غيرُ هذا .