محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (2)

{ وهو على كل شيء قدير هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } أي هو الذي انفرد بإيجادكم في أحسن تقويم قابل للكمالات العلمية والعملية ومع ذلك فمنكم مختار للكفر جاحد للحق كاسب له على خلاف ما تستدعيه خلقته ومنكم مختار للإيمان كاسب له حسبما تقتضيه خلقته وكان الواجب عليكم جميعا أن تكونوا مختارين للإيمان شاكرين لنعمة الخلق والإيجاد وما يتفرع عليها من سائر النعم فما فعلتم ذلك مع تمام تمكنكم منه بل تشعبتم شعبا ، وتفرقتم فرقا وتقديم الكفر لأنه الأغلب فيما بينهم والأنسب بمقام التوبيخ أفاده أبو السعود { والله بما تعملون بصير } أي فيجازيكم به فأثروا ما يجديكم وجانبوا ما يرديكم .