{ ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين } السكينة : النصر الذي سكنت إليه النفوس ، قاله ابن عطية .
وقال الزمخشري : رحمته التي سكنوا بها .
وقيل : الوقاء والثبات بعد الاضطراب والقلق ، ويخرج من هذا القول الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يزل ثابت الجأش ساكنه ، وعلى المؤمنين ظاهره شمول مَنْ فرَّ ومَنْ ثبت .
وقيل : هم الأنصار إذ هم الذين كروا وردّوا الهزيمة .
وقيل : من ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم حالة فرّ الناس .
وقرأ زيد بن علي : سِكينته بكسر السين وتشديد الكاف مبالغة في السكينة .
{ وأنزل جنوداً لم تروها } هم الملائكة بلا خلاف ، ولم تتعرض الآية لعددهم .
وهذا تناقض في الأخبار ، والجمهور على أنها لم تقاتل يوم حنين .
وعن ابن المسيب : حدثني رجل كان في المشركين يوم حنين قال : لما كشفنا المسلمين جعلنا نسوقهم ، فلما انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء تلقانا رجال بيض الوجوه حسانها فقالوا : شاهت الوجوه ، ارجعوا فرجعنا ، فركبوا أكتافنا .
والظاهر انتفاء الرؤية عن المؤمنين ، لأن الخطاب هو لهم .
وقد روي أنّ رجلاً من بني النضير قال للمؤمنين بعد القتال : أين الخيل البلق والرجال الذين كانوا عليها بيض ما كنا فيهم إلا كهيئة الشامة ، وما كان قتلنا إلا بأيديهم ؟ فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « تلك الملائكة » وقيل : لم تروها ، نفى عن الجميع ، ومن رأى بعضهم لم ير كلهم .
وقيل : لم يرها أحد من المسلمين ولا الكفار ، وإنما أنزلهم يلقون التثبيت في قلوب المؤمنين والرعب والجبن في قلوب الكفار .
وقال يزيد بن عامر : كان في أجوافنا مثل ضربة الحجر في الطست من الرعب .
{ وعذب الذين كفروا وذلك جزآء الكافرين } أي بالقتل الذي استحر فيهم ، والأسر لذراريهم ونسائهم ، والنهب لأموالهم ، وكان السبي أربعة آلاف رأس .
وقيل : سنة آلاف ، ومن الإبل اثنا عشر ألفاً سوى ما لا يعلم من الغنم ، وقسمها الرسول بالجعرانة ، وفيها قصة عباس بن مرداس وشعره .
وكان مالك بن عوف قد أخرج الناس للقتال والذراري ليقاتلوا عليها ، فخطأه في ذلك دريد بن الصمة قال : هو يرد المنهزم شيء ؟ وفي ذلك اليوم قتل دريد القتلة المشهورة ، قتله ربيعة بن رفيع بن أهبان السلمي ويقال له : ابن الدغنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.