فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (119)

{ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } إلا ناساً هداهم الله ولطف بهم ، فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه { ولذلك خَلَقَهُمْ } ذلك إشارة إلى ما دل عليه الكلام الأوّل وتضمنه ، يعني : ولذلك من التمكن والاختيار الذي كان عنه الاختلاف خلقهم ، ليثيب مختار الحق بحسن اختياره ، ويعاقب مختار الباطل بسوء اختياره { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ } وهي قوله للملائكة { لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ } لعلمه بكثرة من يختار الباطل .