الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (119)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال : الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك غير مختلف { ولذلك خلقهم } قال : للاختلاف .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد { ولا يزالون مختلفين } قال : أهل الباطل { إلا من رحم ربك } قال : أهل الحق { ولذلك خلقهم } قال : للرحمة .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة { ولا يزالون مختلفين } قال : اختلاف الملل { إلا من رحم ربك } قال : أهل القبلة { ولذلك خلقهم } قال : للرحمة .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم ، وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت أبدانهم { ولذلك خلقهم } للرحمة والعبادة ولم يخلقهم للاختلاف .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولذلك خلقهم } قال : خلقهم فريقين : فريقاً يرحم فلا يختلف ، وفريقاً لا يرحم يختلف . وكذلك قوله { فمنهم شقي وسعيد } [ هود : 105 ] .

وأخرج ابن المنذر عن قريش قال : كنت عند عمرو بن عبيد ، فجاء رجلان فجلسا فقالا : يا أبا عثمان ما كان الحسن يقول في هذه الآية { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } ؟ قال : كان يقول { فريق في الجنة وفريق في السعير } [ الشورى : 7 ] .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { ولذلك خلقهم } قال : خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ، وخلق هؤلاء لرحمته وهؤلاء لعذابه .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح . أن رجلين تخاصما إلى طاوس فاختلفا عليه فقال : اختلفتما علي فقال أحدهما لذلك خلقنا . قال : كذبت . قال : أليس الله يقول { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } ؟ قال : إنما خلقهم للرحمة والجماعة .