فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (111)

{ أمانيهم } ما يتمنونه { هاتوا } احضروا { برهانكم } دليلكم

{ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم } اليهود والنصارى أكثرهم يعض على يديه تغيظا أن هدانا الله إلى الحق ولا يألوا جهدا في السعي في فتنتنا عن الهدى والرشد وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فانبعثوا يتشهون حصول ما لا يمكن أن يكون واختلقوا كذبا ومينا أنهم دون سواهم إلى الجنة صائرون وما زعمهم وافتعالهم إلا أماني ولهذا قال الشاعر : " إن الأماني والأحلام تضليل "

فهم يضللون أنفسهم ويضلل بعضهم بعضا ويريدون أن يضلوا غيرهم بقولهم الذي حكاه الحق سبحانه : { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى } وقوله جل علاه { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } يريدون أن يوقعوا الآخرين في غيهم ليشاركوهم شقوتهم في مآلهم ومصيرهم . { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } رد الله تعالى افتراءهم وعهد إلى نبيه ثم إلينا أن ندعوهم إلى إحضار دليلهم على قولهم إن كانوا صادقين في ادعائهم .