فإن { أو } في قوله سبحانه { أو تفرضوا } بمعنى الواو . إذ الآية الثانية فيمن طلقت قبل الدخول وسمي لها مهر فالأولى ليس لها حق في مهر لكن لها المتعة وهي شيء يعطى للمطلقة مواساة لها فيما لحقها من أذى بالطلاق قبل الدخول ودون أن تأخذ صداقا والجمهور من العلماء على أن الأمر في قول المولى جل ثناؤه { ومتعوهن } للوجوب وقد شرع الله الحكيم أن تكون المتعة المعطاة على قدر حال المعطى وجعلها ربنا مما يستحق على من أحسن في طاعة مولاه واتقاه مما نقل الشوكاني-رحمه الله- واعلم أن المطلقات أربع : مطلقة مدخول بها مفروض لها وهي التي تقدم ذكرها قبل هذه{[733]} الآية ، وفيها نهى الأزواج عن أن يأخذوا مما آتوهن شيئا وأن عدتهن ثلاثة قروء {[734]} ، ومطلقة غير مفروض لها ولا مدخول بها وهي المذكورة هنا فلا مهر لها بل المتعة ، وبين في سورة الأحزاب أن غير المدخول بها – إذا طلقت فلا عدة {[735]} عليها ، ومطلقة مفروض لها غير مدخول بها فلها نصف المهر ولا عدة عليها وهي المذكورة بقوله سبحانه هنا : { وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم . . } ، ومطلقة مدخول بها غير مفروض لها وهي المذكورة في قوله تعالى { . . فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة . . }{[736]} ؛ والمراد بقوله { ما لم تمسوهن } ما لم تجامعوهن . 1 ه{[737]} ؛ { متاعا بالمعروف حقا على المحسنين } فكأن المعنى ومتعوهن متاعا بما عرف في الشرع من الاقتصاد يحق ذلك عليهم حقا فكلكم مطالب بأن يكون محسنا في عبادته ومعاملاته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.