جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (236)

{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ } ، أي : لا تبعة من مهر ، أو لا وزر لأنه ليس ببدعي ، { إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ } ، تجامعوهن ، { أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً } : توجبوا لهن صداقاً ، ونصب فريضة بمعنى مفروضة على المفعول به ، وأو بمعنى إلا أن ، أو بمعنى إلى أن ، أو بمعنى الواو ، يعني : لا تبعة من مطالبة مهر إذا كانت المطلقة غير ممسوسة ، ولم يُسَمَّ لها مهر ، فإذا كانت ممسوسة فعليه مهر المثل ، وإذا كانت غير ممسوسة وسمى لها مهرا فلها نصف المسمى ، { وَمَتِّعُوهُنَّ {[458]} } ، تقديره : فطلقوهن ومتعوهن من مالكم وهي قبل المسيس وتسمية المهر تستحق المتعة فقط إجماعاً ، { عَلَى الْمُوسِعِ } : الغني ، { قَدَرُهُ } : ما يقدره ويليق به ، { وَعَلَى الْمُقْتِرِ } : الفقير ، { قَدْرُهُ } : كذلك ، { مَتَاعاً } : تمتيعاً ، { بِالْمَعْرُوفِ } : بالوجه المستحسن شرعاً ومروءة ، ، { حَقّاً } ، واجباً صفة متاعاً أو مصدر ، { عَلَى الْمُحْسِنِينَ } ، على من أحسن إلى نفسه أو إلى المطلقات فسماهم بالمحسنين ترغيبا .


[458]:ظاهر الأمر للوجوب وضمير هن راجع إلى المطلقات قبل المسيس من غير فرض صداق/12 منه